بلدان
فئات

09.05.2025

°
22:42
اصابة شاب بحادث عنف في الطيبة
22:14
تابعوا مسلسل طوق البنات الساعة 23:00
22:12
شركات طيران تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد هجوم حوثي على مطار
21:50
محاولات الإنعاش باءت بالفشل: إقرار وفاة الفتى (13 عاما) بانقلاب ‘تراكتورون‘ بمنطقة عين حوض
21:21
اشراق خير غضبان تتحدث عن دور الطب البديل في علاج أمراض النساء
21:10
يعالون ضد رئيس الأركان: لا يوقف أوامر غير قانونية، ويحوّل جنوده إلى مجرمي حرب
21:10
المحامي مُطلق بدران يتحدث عن قضية التخطيط لاغتيال وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير
21:09
تابعوا مسلسل الكندوش الساعة العاشرة
21:00
اصابة شاب بحادث عنف في يافا
19:57
الجيش الإسرائيلي: الصفارات في غلاف غزة - تشخيص خاطئ
19:48
صفارات انذار في منطقة غلاف غزة
19:46
جريمة تلو الجريمة: إصابة شاب بجراح خطيرة في رهط
19:31
حشود في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان تنتظر أول اطلالة للبابا الجديد | مباشر
19:19
الدخان الأبيض يتصاعد في الفاتيكان: انتخاب بابا جديد
19:09
فتى بحالة حرجة جراء حادث ‘تراكتورون‘ بمنطقة عين حوض
19:02
عمليات انعاش بفتى تم انتشاله فاقدا للوعي من مياه بحيرة طبريا
18:47
تقرير دراماتيكي في رويترز: ترامب سحب طلبه من السعودية تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل النووي المدني
18:29
وزارتا الصحة والبيئة تحذران الجمهور من الدخول لعدد من الوديان والأنهر في منطقة الشمال
17:33
اعادة 3 سلاحف بحرية لمياه البحر في شاطئ ‘سيدنا علي‘ بعد أشهر من العلاج | فيديو
17:23
المحكمة تقرر الافراج عن مستشار نتنياهو المشتبه في قضية ‘قطر جيت‘
أسعار العملات
دينار اردني 5.05
جنيه مصري 0.07
ج. استرليني 4.77
فرنك سويسري 4.34
كيتر سويدي 0.37
يورو 4.04
ليرة تركية 0.11
ريال سعودي 0.98
كيتر نرويجي 0.35
كيتر دنماركي 0.54
دولار كندي 2.58
10 ليرات لبنانية 0
100 ين ياباني 2.47
دولار امريكي 3.58
درهم اماراتي / شيكل 1
ملاحظة: سعر العملة بالشيقل -
اخر تحديث 2025-05-09
اسعار العملات - البنك التجاري الفلسطيني
دولار أمريكي / شيكل 3.6
دينار أردني / شيكل 5.1
دولار أمريكي / دينار أردني 0.71
يورو / شيكل 4.08
دولار أمريكي / يورو 1.1
جنيه إسترليني / دولار أمريكي 1.31
فرنك سويسري / شيكل 4.37
دولار أمريكي / فرنك سويسري 0.84
اخر تحديث 2025-05-08
زوايا الموقع
أبراج
أخبار محلية
بانيت توعية
اقتصاد
سيارات
تكنولوجيا
قناة هلا
فن
كوكتيل
شوبينج
وفيات
مفقودات
مقالات
حالة الطقس

‘ سوسةُ الفنّ ‘ - قصة: ناجي ظاهر

29-10-2023 07:18:07 اخر تحديث: 05-11-2023 07:48:00

تسلّل صديقي رجل الاعمال المشهور في المدينة كعادته منذ سنوات، إلى مرسمي في ساعة متقدّمة من الليل، وهو يرسل نظراتٍ مستطلعةً في انحاء المكان، و.. ما لبث أن توقف


صورة شخصية

قُبالة لوحتي الجديدة الاخيرة. غرس نظراته المتمعّنة فيها، كانت اللوّحة تصوّر فنانًا تائهَ النظرات زائغها، يتمعّن في الخواء الممتدّ أمامه، وكانت عيناه تحكيان تفاصيلَ واحدةٍ من أشد قصص المعاناة والضياع في العصر المتحجّر الراهن. توقّف طويلًا قُبالة اللوحة، في حين توقفت بيني وبين نفسي متفكرًا في هذا الصديق الذي دأب في السنوات الاخيرة خاصة، على زيارتي في مرسمي لمشاهدة.. لا تخلو من سُخرية ورثاء.. ما أنتجه وأضعه من لوحات فنية، تاركًا أعماله وقصة نجاحه المُذهلة وراءه، وساعيًا إليّ أنا الرسام التائه في عالم الالوان والفراشي. بعد انتظار وترقّب رفع عينيه عن اللوحة متقاسمًا إياها بيننا نحن الاثنين.. اللوحة وأنا..، وقال وهو ينفث دخان سيجارته دائمة الاشتعال:

-أخيرًا حقّقت ما يرجوه كلّ فنان مِن فلاح ونجاح.. رسمة موفّقة.. أشعر أنك تمكنت فيها من استخراج كلّ ما في أعماقي من ألم مُقيم ومعاناة دائمة الالحاح.

ابتسمت، أردت أن أقول له إنني رسمت معاناتي وآلامي الابدية مع الحياة والفن، إلا أنني عدلت في النهاية لأتركه يواصل فيضه الشخصي المُفاجئ، تابع يقول:

-تعرف أنني تعذّبت كثيرًا في هذه الحياة.. وراح يروي لي قصة حياته الممزّقة منذ الطفولة بين أمه الوسيمة روحًا ونفسًا وأبيه البشع قلبًا وقالبًا.. كأنما هو يرويها للمرّة الاولى وليس للمرة الالف كما حصل في الواقع. كان يروي تفاصيل تلك الحكاية الخالدة، منذ بداياتها المؤلمة الاولى انتهاء بذروتها الاخيرة مرورًا بعذاباتها المؤلمة.. ممثلة بتمزقه بين أم حالمة بالحياة وأب قاس فظّ غليظ القلب. في كلّ مرة كنت استمع إلى حكايته تلك، كانت تلوح في عينيه ظلال دموع مكبوتة لا تريد أن تبوح إلا بما احتقن فيها من ألم. أما هذه المرة فقد نطق فقال:

-أعقد أنك توفّقت هذه المرّة في وضع لوحة عمرك.. إلى هذا الحد فهمتني؟

واصلت صمتي الممزوج بابتسامة مشجّعة، فاسترسل:

-كأنك كنت معي في كلّ لحظة من لحظات حياتي المُعذّبة. دخل في لحظة صمت وتابع:

-هذه اللوحة ذكّرتني بأيامي الاولى.. وفي مشاركاتي الموسيقية في حياة بلدتنا..

اتسعت ابتسامتي وتعمّقت:

-تلك كانت أيام لا تنسى.. آخ لو أن الظروف ساعدتني في مواصلة الابداع الموسيقي.

سرحت بعيدًا عن صديقي وعدت إلى الماضي، اتصوّر تلك الايام البعيدة الغابرة، كنا آنذاك نحن.. صديقيّ العمر الواحد، ماضيين في طريق واحد، هو في طريق الموسيقى وأنا في طريق الرسم. هو قدّم بعضًا مما عنده وأبدع وأنا قدمت كلّ ما عندي وتعثّرت. بعدها انصرف هو عن عالم الموسيقى، خائضًا معركة الحياة التي لا ترحم ومُحققًا فيها بالتالي النجاح تلو النجاح، وأنا بقيت اتحدّى الفرشاة واللون كناطح صخرة، وها نحن، هو وأنا، نصل إلى ذروة غريبة. هو يتمعّن في لوحتي الفارقة وأنا اتمعّن فيه وفي تجربته الشائقة.

قال:

-لوحة رائعة.. أخيرًا أنتجت ما يبقى.

-هل أنت جادّ فيما تقول؟ سألته وأنا أخرج من صمتي لأول مرة في هذا الليل.

-وهل عهدتني عابثًا.. أنت تعرف أنني رجل أعمال ناجح.. النجاح لا يأتي إلا بالجد. عقّب على ما قلته قائلًا، فتابعت أقول بحسرة لا حدود لها:

-ليتني كنت جادًا مثلك.

غرس عينيه الدامعتين في عينيّ التائهتين:

-ماذا تقول.. أنت لست جادًا.. ليتني فعلت مثلما فعلت.. ليتني تمرّدت على ظروفي الصعبة وتابعت طريقي إلى جانبك.. ظروفي كانت أقوى مني فكسرتني.. لا أريدك أن تغتر بما أعيشه من مظاهر كاذبة.. كما فعلت دائمًا.. أعترف الآن أنني كنت أسخر منك أحيانًا.. ومن إصرارك على مواصلة المُضيّ في طريق الفن.. رغم ما واجهته من فشل وإخفاق.. إلا أنني هذه الليلة.. الآن.. قُبالة هذه اللوحة الصادقة النابعة من أعماق أعماق روحك.. أشعر أنك انتصرت وحقّقت ذاتك.. إنها سوسة الفنّ بقيت تنخر في شجرة الوانك حتى تفجّرت ألمًا وأملًا..

اندفعت دمعةٌ من عيني وسألته في نوع من البله التلقائي:

-هل أنت جادّ فيما تقوله؟

لم يردّ علي هذه المرة. أخرج دفتر شيكات لامعًا من جيبه، قدّمه لي.. هذا شيك مفتوح.. أكتب عليه ما يروق لك من مبلغ.. وليكن كبيرًا دسمًا.. مقابل لوحتك الرائعة هذه. سأشتريها بالمبلغ الذي تراه مناسبًا.. وسوف أعلّقها في صدر مكتبي.. لأتذكر دائمًا أنني كنت صديقًا لسوسة الفنّ ولك أيضا أيها الفنان..


panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ

إعلانات

إعلانات

اقرأ هذه الاخبار قد تهمك