تصوير ShutterstockAI
لأنني على دراية بالأحكام، لئلا يصلي بنا أحد آخر، وأكتشف أنه كان أولى أن أؤمَّ أنا. ومع لحيتي، يقدمني الناس بدون أن أطلب الإمامة. لكنني أجد نفسي في بعض الأحيان أسارع للذهاب إلى المسجد، أو أسارع لأكون حاضراً مبكراً، لكي يقدمني أحدهم للإمامة. ومن شدة ما أصبح الأمر يؤثر في نفسي، أصبحت أقول لنفسي إني لن أؤمَّ حتى وإن كانت لدي الفرصة، حتى أتخلص من وساوس الشيطان، أو أعمل العمل خالصاً لله. وأنا -للأسف- لا أعلم إن كان في ذلك رياء أم لا. أفيدوني، أفادكم الله.
الإجابة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج في حرصك على إمامة الصلاة إن كنت أدرى بأحكامها من غيرك، فمن السنّة أن يقدم للإمامة الأكثر اتصافًا بالصفات الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسنّة، فإن كانوا في السنّة سواء، فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء، فأقدمهم سلمًا. رواه الإمام مسلم في صحيحه.
وفي الصحيحين عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: إني لا آلو أن أصلي بكم، كما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا.
وقد طلب بعض الصحابة الإمامة، كما في الحديث عن عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- أنه قال: يا رسول الله اجعلني إمام قومي، فقال: أنت إمامهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا. رواه أحمد، وصححه الألباني.
وأمّا ما ذكرت من خوف الرياء، فعلاجه أن تجاهد نفسك على الإخلاص، وتجريد النية لله تعالى، وأكثر من الاستعاذة به سبحانه من الرياء، وقد سبق لنا بيان حقيقة الإخلاص وبواعثه وثمراته، وحقيقة الرياء وآثاره وكيفية علاجه، والله أعلم.