قطر علنا ودعاها إلى أن "تقرر إن كانت في صف الحضارة أو في صف همجية حماس".

وقال الأنصاري في منشور على حسابه في منصة "إكس": "ترفض قطر بشدة التصريحات التحريضية التي نشرها مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي، والتي تبتعد كثيرا عن أبسط معايير المسؤولية السياسية والأخلاقية. تصوير العدوان المستمر على غزة على أنه دفاع عن 'الحضارة' يردد خطاب الأنظمة التي استخدمت عبر التاريخ روايات زائفة لتبرير الجرائم ضد المدنيين الأبرياء".

وتابع الأنصاري منتقدا تصريحات نتنياهو، خاصة في ضوء دور قطر كوسيط في المفاوضات: "منذ اندلاع الحرب، تبذل قطر، بالتنسيق الوثيق مع شركائها، كل جهد ممكن لدعم الوساطة التي تهدف إلى إنهاء القتال، وحماية المدنيين، وضمان الإفراج عن المختطفين . من المشروع أن نطرح السؤال التالي: هل تم تحرير ما لا يقل عن 138 مختطف بفضل ما يسمى بالعمليات العسكرية 'العادلة' – أم بفضل تلك الوساطة التي تُنتقد الآن بشكل غير عادل؟".

كما هاجم المتحدث القطري استخدام نتنياهو لمصطلح "الحضارة" عند حديثه عن "إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث"، والتي يعاني منها الفلسطينيون في غزة. وكتب الأنصاري: "هل هذا هو حقا نموذج 'الحضارة' الذي يُروّج له؟".

وأضاف الأنصاري أن "حملات التحريف والضغط السياسي لن تردع قطر"، مؤكدا أن بلاده ستواصل العمل بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة لضمان وقف إطلاق نار فوري. وختم بيانه قائلا: "السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تسوية شاملة وعادلة تستند إلى الشرعية الدولية"، موضحا أن مثل هذه التسوية يجب أن تشمل إقامة دولة فلسطينية.

وكان رئيس الوزراء نتنياهو قد وجّه في وقت سابق من يوم أمس انتقادات غير مسبوقة إلى قطر من خلال منشور باللغة الإنجليزية على حسابه الرسمي في وسائل التواصل. قال فيه:

"لقد حان الوقت لأن تتوقف قطر عن اللعب على الحبلين بسياسة المعايير المزدوجة، وأن تقرر ما إذا كانت في صف الحضارة أو في صف همجية حماس. ستنتصر إسرائيل في هذه الحرب بوسائل عادلة. بعد فظائع السابع من أكتوبر، عرّف رئيس الوزراء هذه الحرب بأنها حرب بين الحضارة والهمجية".

تأتي هجمة نتنياهو هذه بعد انتقاد قطر لأفعال إسرائيل خلال جلسة في محكمة العدل الدولية في لاهاي، حيث وصفت قطر تصرفات إسرائيل بأنها "جرائم حرب" واتهمتها بتجويع المدنيين واتباع "مشروع استعماري". كما تأتي هذه التصريحات أيضا في ظل تحقيقات متواصلة في فضيحة "قطر غيت" التي كشفت عنها القناة 12 الإسرائيلية.

وهذه هي المرة الثانية في الآونة الأخيرة التي يهاجم فيها نتنياهو قطر علنا. ففي مقابلة أُجريت قبل نحو أسبوعين، أشار إلى دور قطر في الحرب، حين قالت له المذيعة من قناة Christian Daystar الأمريكية: "في جميع أنحاء العالم، هناك ما قد يسميه الرئيس ترامب 'عناصر شريرة'. بعض الرسائل التي تتردد في الجامعات الأمريكية، والتي يحاول ترامب محاربتها، جاءت من دول أخرى ربما من إيران، وربما من قطر".

وفيما يخص قطر، شدد نتنياهو على ضرورة أن تتخذ الدولة موقفا واضحا وتتوقف عن "اللعب المزدوج"، وقال: "إيران تموّل ذلك (الإرهاب والمظاهرات في الجامعات)، ولكن على قطر أيضا أن تختار، عليها أن تختار في أي جانب تقف".

وأشار إلى أن قطر لعبت دورا في الوساطة لوقف إطلاق نار مؤقت، لكنه انتقدها لاستضافتها قادة حماس على أراضيها: "لقد ساعدونا مؤخرا في وقف إطلاق النار، كانوا وسطاء، هدنة مؤقتة. لكن في الوقت ذاته، استضافوا قادة حماس في قطر".

وختم نتنياهو بالإشادة بأهمية العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وخاصة مع ترامب، قائلا:"لا أعتقد أن لأمريكا صديقا أكبر من إسرائيل. معظم الشعب الأمريكي يدرك ذلك". وأضاف أنه علّق في غرفة الاجتماعات الحكومية "إعلان ترامب" الذي يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إلى جانب "إعلان ترومان" اعتراف الرئيس هاري ترومان بدولة إسرائيل في 14 مايو 1948.

تصوير روعي أفراهام

(Photo by AMER HILABI/AFP via Getty Images)

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ