النار لم تحرق البيت فقط، بل حرقت روحه ومزّقت قلبه الذي كان يختزل العالم في ضحكة طفليْه وفي نظرة زوجته التي كانت تسنده في كلّ عثرة.
الآن ينتظر الأب من دير الأسد على أحر من الجمر أن يفتح طفله الثالث الذي يرقد في المستشفى بحالة خطيرة - ينتظر ان يفتح عينيه ليحضنه ويضمه الى صدره بعدما رحلت عنهم الأم والشقيقيْن. وقال الأب بحزن وأسى : "رحلوا... وكل ما تبقى لي هو الصدى". وأضاف: "ادعو الله بالشفاء لطفلي ادم الذي لا زال في حالة خطيرة بالمستشفى". وتابع : "أناشد الجميع بالدعاء له فهو الناجي الوحيد في عائلتي وحالته صعبة".
ولا زالت التحقيقات جارية، لمعرفة أسباب اندلاع الحريق، لكن لا شيء سيعيد لأب مكلوم دفء أحضانٍ اختفت تحت رماد صامت. لقد أُطفئت الأنوار في بيت محمد أسدي، لكن ألسنة الوجع ما زالت مشتعلة.
المرحومة ربى أسدي - صورة شخصية
المرحوم الطفل كرم أسدي - صورة شخصية
المرحومة الطفلة راحِل - صورة شخصية