تقرير جديد يقدّم تصورًا عمليًا لوقف انتشار آفة التدخين في صفوف أبناء الشبيبة والشباب في المجتمع العربي
عشية اليوم الدولي لمناهضة التدخين، نُشر تقرير جديد يرسم صورة مقلقة – ولكن قابلة للتغيير – بشأن تفشي ظاهرتي التدخين والتبخير في صفوف أبناء الشبيبة والشباب في المجتمع العربي في البلاد .
الصورة للتوضيح فقط - تصوير Nopphon_1987-shutterstock
أعدّت التقرير شركة ناس للاستشارات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية، لصالح منظمة "بلا تدخين". ويشير التقرير إلى "أن التدخين في سن مبكرة بات يشكّل سلوكًا طبيعيًا وشائعًا في شرائح واسعة من المجتمع العربي، وأن التعامل معه لا يتم بشكل منهجي، منسّق، أو مبني على أسس كافية".
مع ذلك، تؤكد كاتبتا التقرير أن "هناك أرضية خصبة لإحداث التغيير – بشرط أن يتم ذلك بطريقة موائمة، شمولية، وتشاركية" .
يرتكز التقرير إلى "استبيانات معمّقة أُجريت في صفوف أبناء الشبيبة والشباب من مختلف أنحاء المجتمع العربي في إسرائيل، وكذلك إلى سلسلة من لقاءات "الطاولة المستديرة" التي عُقدت في الأشهر الأخيرة في باقة الغربية، والناصرة، وبئر السبع، بمشاركة عشرات الممثلين عن وزارات حكومية، وسلطات محلية، وجهاز الصحة، ومؤسسات تعليمية، ومهنيين ومهنيات، ومنظمات شبابية، وممثلين عن الجمهور من المجتمع العربي. هدفت اللقاءات إلى عرض معطيات محدثة حول ظاهرتي التدخين والتبخير في صفوف الشبيبة والشباب، تسليط الضوء على العقبات القائمة ميدانيًا، واقتراح سبل عمل لتقليص هذه الظاهرة على المستويين المحلي والقطري" .
تبرز من اللقاءات صورة مقلقة: "فعلى الرغم من أن التدخين لا يُنظر إليه كسلوك طبيعي أو مرغوب فيه، إلا أنه يُقبَل في كثير من الأحيان كأمر واقع نتيجة الشعور باليأس، أو بالعجز، أو بانعدام الثقة في إمكانية إحداث تغيير. في بعض الحالات، يتيح الأهل لأبنائهم التدخين داخل البيت؛ ويغيب تطبيق حظر التدخين في المدارس، بل إن بعض المعلّمين يدخنون بأنفسهم؛ كما رُصدت حالات في جهاز الصحة قام فيها أطباء بالتدخين إلى جانب مرضاهم. إلى ذلك، يتمكن أبناء الشبيبة من شراء السجائر بسهولة، سواء بشكل فردي أو من دون أي رقابة، بما في ذلك عبر آلات بيع محظورة قانونًا. كما يُلاحظ وجود نقص في المعرفة والأدوات العملية لدى الأهل، والمعلّمين، والمهنيين، بخصوص أضرار التدخين وسهولة الإدمان في سن مبكرة، وأيضًا بخصوص الأضرار المحددة للسجائر الإلكترونية والأرجيلة" .
كما كشف البحث أن "الربط بين التدخين وظواهر مثل التعرض للأسلحة، والجريمة، واستخدام مواد إضافية (مثل غاز الضحك أو المخدرات الخفيفة) يشير إلى ظاهرة تقاطع بين سلوكيات الخطر. فبالنسبة للعديد من أبناء الشبيبة، لا تشكّل تجربة التدخين سوى مرحلة واحدة ضمن منظومة أوسع وأكثر تعقيدًا من السلوكيات التي تهدّد الحياة" .
برأي المشاركين في النقاشات، فإن " انعدام الثقة بمؤسسات الدولة يبرز الحاجة إلى قيادة محلية متعددة المجالات وذات تأثير – من أطباء، ورجال دين، ورؤساء سلطات محلية، ومؤثرين في الرأي العام. يحظى هؤلاء القادة بثقة عالية عمومًا، وخاصة داخل المجتمع العربي، ويمكنهم أن يشكّلوا نماذج إيجابية يُحتذى بها" .
في ضوء ذلك، يوصي التقرير بالتحرّك العاجل على عدّة مستويات: " أولًا – من خلال بلورة خطوات محلية موائمة، تشمل السلطات المحلية، ومروّجي الصحة، والمدارس، والمنظمات الشبابية، والقيادات المجتمعية. كما يوصي التقرير بإطلاق حملات توعوية تتلاءم ثقافيًا ورقميًا مع جيل الشبيبة، تُبثّ عبر منصات مثل تيك توك وسناب تشات، وتقودها شخصيات مفتاحية من داخل المجتمع نفسه. ويُشدّد التقرير أيضًا على ضرورة تعزيز إنفاذ القانون – ليس فقط من جانب الدولة، بل من خلال منح السلطات المحلية صلاحيات لإنفاذ الإجراءات الإدارية الميدانية ضد المصالح التجارية التي تبيع القاصرين بشكل غير قانوني. إلى جانب توصية إضافية تتمثل في الاستفادة من نماذج نجحت في أماكن أخرى، وتأسيس كل تدخّل على بحث وقياس منهجي، ما يتيح التعلم والتكيّف والتحسين على المدى الطويل" .
وجاء في بيان صادر عن منظمة بلا تدخين وشركة ناس للاستشارات والأبحاث: "التدخين والتبخير في صفوف الشباب هما نتيجة لواقع اجتماعي، ثقافي واقتصادي معقّد – لكن هذا الواقع ليس قدرًا محتومًا. لقد أثبتت سلسلة لقاءات الطاولات المستديرة أنّ هناك رغبة في التغيير، وأن هناك شركاء على الأرض – وأن هناك فهمًا بأن الوقت قد حان للعمل بطريقة مختلفة. إن تغيير المعايير الاجتماعية، وتحديث السياسات، وتجنيد جميع الأطراف – من الأهل، إلى المهنيين ومنظمات المجتمع المدني، وصولًا إلى السلطات – هو المفتاح لوقف هذه الآفة، قبل أن نخسر جيلًا آخر في دوامة الإدمان" .
من هنا وهناك
-
مدرسة كرة القدم للأولاد في البقيعة تنهي الموسم بأجواء مميّزة
-
الجيش الاسرائيلي : تحييد مسلحين كانوا ينقلون عبوات ناسفة وتدمير مسار تحت أرضي
-
حريق في منطقة مفتوحة قرب معهد بحوث البحار في حيفا
-
شفاعمرو : تتويج أبطال مدرسة الحسيني للكراتيه الفائزين بميداليات دولية
-
شركة الكهرباء تُعيد تشغيل محطة خدمة ‘الهايبرد‘ في رهط
-
اصابة شاب بحادث عنف في احد التجمعات البدوية قرب حورة
-
الجبهة والحزب الشيوعي تصدران بيان ادانة: ‘التحريض على النائب عودة نابع عن الإرباك من المشهد الذي فرضته مظاهرة حيفا ضد الحرب‘
-
أمسية ‘ كاوبوي تحت النجوم ‘ في عروس الجرمق بيت جن
-
(ممول) بوتيك اطفال ملابس واكسسوارات للاطفال من عمر صفر حتى عشر سنوات
-
(ممول) مطلوب موظفة للعمل بمكتب نقليات بالطيبة
أرسل خبرا