وأكد هيجسيث الذي كان يتحدث لأول مرة في حوار شانجريلا في سنغافورة على أن منطقة المحيطين الهندي والهادي تمثل أولوية لإدارة ترامب. وحوار شانجريلا هو المنتدى الآسيوي الأبرز لقادة الدفاع والجيوش والدبلوماسيين.
وقال وزير الدفاع الأمريكي في واحدة من أقوى تصريحاته بشأن الصين منذ توليه منصبه في يناير كانون الثاني "لا داعي لتجميل الأمر. الخطر الذي تُشكله الصين حقيقي، وقد يكون وشيكا". وأضاف أن أي محاولة من جانب الصين لغزو تايوان "ستؤدي إلى عواقب وخيمة على منطقة المحيطين الهندي والهادي والعالم"، مرددا تصريح ترامب بأن الصين لن تغزو تايوان في عهده.
وتعتبر الصين تايوان إقليما تابعا لها وتعهدت "بإعادة التوحيد" مع الجزيرة بالقوة إذا لزم الأمر. وقد صعّدت ضغوطها العسكرية والسياسية لتأكيد تعهداتها، بما شمل زيادة حدة المناورات الحربية حول تايوان.
وترفض حكومة تايوان مزاعم بكين بالسيادة، مؤكدة أن شعب الجزيرة وحده هو من يقرر مستقبله.
وقال هيجسيث "يجب أن يكون واضحا للجميع أن بكين تستعد بشكل موثوق لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في منطقة المحيطين الهندي والهادي". لكن من المرجح أن تُثير تعليقاته حول حاجة الحلفاء إلى زيادة الإنفاق قلق الشركاء، على الرغم من أن الخبراء يرون أن هيجسيث سيواجه جمهورا ودودا نسبيا في سنغافورة.
وقرر وزير الدفاع الصيني دونغ جون عدم المشاركة في المنتدى الأمني الآسيوي الرئيسي، واكتفت بكين بإرسال وفد أكاديمي.
وسبق أن انتقد هيجسيث الحلفاء في أوروبا لعدم إنفاقهم المزيد على دفاعهم. وفي فبراير شباط، حذر أوروبا من التعامل مع الولايات المتحدة على أنها "ساذجة" خلال مؤتمر صحفي في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل.
وفي أثناء كلمته يوم الجمعة في حوار شانجريلا، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن هيجسيث محق في مطالبة أوروبا بزيادة إنفاقها الدفاعي.
وقال هيجسيث "من الصعب تصديق أنني أقول هذا بعد بعض الزيارات إلى أوروبا، ولكن بفضل الرئيس ترامب ينبغي على الحلفاء الآسيويين أن ينظروا إلى الدول الأوروبية كمثال جديد".
وتابع "تتعهد دول حلف شمال الأطلسي بإنفاق 5 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، حتى ألمانيا. لذا ليس من المنطقي أن تفعل دول في أوروبا ذلك بينما يقل إنفاق حلفاء رئيسيين في آسيا على الدفاع في مواجهة تهديد أشد وطأة، ناهيك عن كوريا الشمالية".
واقترح هيجسيث أن يركز الحلفاء في أوروبا على الأمن في قارتهم حتى تتمكن واشنطن من التركيز على الخطر الذي تشكله الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي إلى جانب مشاركة أكبر من الحلفاء في آسيا.
Photo by MOHD RASFAN/AFP via Getty Images