تصوير: أيوب ميمونه وشمسنا
ما أدى إلى إلغاء المخيم الصيفي المقرَّر للأطفال في قريتي أم بطين والغرا، بعد عدم تلقي التراخيص اللازمة من الجهات المختصة بشأن استمرار وجود الألواح الشمسية التي توفر كهرباء نظيفة بدلًا من المولدات الكهربائية الملوِّثة للبيئة، والتي كانت تُستعمل سابقًا.
في مطلع العام الدراسي الماضي (سبتمبر 2024)، قامت جمعية "شمسُنا" بتركيب نظامين للطاقة الشمسية في روضات وبساتين أطفال تابعة للمجلس الإقليمي القيصوم – الأول في عنقود بساتين "الغرا" جنوب بلدة سعوة، والثاني في عنقود بساتين "الكترات-النجوم" في بلدة أم بطين، وذلك بفضل تبرُّع سخي من رجل الأعمال يوكي جيل، بلغت قيمته الإجمالية أكثر من 600 ألف شيكل.
كان هدف المشروع توفير مصدر كهرباء نظيف وهادئ وصديق للبيئة بديلًا عن المولدات الملوِّثة التي كانت تُستخدم سابقًا، بما يُسهم في تحسين ظروف التعليم والإقامة للأطفال والطاقم التربوي في الروضات. بالإضافة إلى تركيب الأنظمة الشمسية، قامت الجمعية بتحسين البيئة المحيطة بالروضات، بما في ذلك تنظيف الساحات وتوفير خزان مياه جديد في مجمَّع قرية الغرا.
وقال علي أبو كف، أحد المبادرين لتركيب الأنظمة الشمسية على أرضه في قرية أم بطين بالنقب: "يدرس في بستان وروضة أطفال الكترات-النجوم نحو 68 طفلًا من القرية. لقد وافقت على تركيب الطاقة الشمسية لأمنع سفر هؤلاء الأطفال لمسافات طويلة، فهم يحضرون إلى التعليم سيرًا على الأقدام، وليسوا بحاجة إلى الاستيقاظ مبكرًا والسفر بالحافلات. نرجو أن تستمر الجهود من أجل استمرار عمل العنقود لخدمة الناس".
أما معيقل الهواشلة، رئيس اللجنة المحلية في قرية الغرا، فأشار إلى وجود روضتين وبستانين، يدرس فيها 140 طفلًا، وتضم 10 معلمات ومساعدات. وقال: "نحن كسكان وأهالٍ نطالب بتزويد الروضات بالكهرباء كي يتسنى للطلاب التعلم بشكل منتظم. لا يهمنا من يلتزم بالخدمات؛ المهم أن يتعلم هؤلاء الأطفال في بيئة تدريسية مناسبة. نشكر كل من ساعد في وقتٍ سابق بتركيب الأنظمة أو المولد الكهربائي، وللأسف لا نعلم أين وصلت الجلسات بين السلطات وجمعية شمسنا".
وقالت جمعية "شمسُنا": "للأسف، ورغم التعاون الأولي والنوايا الحسنة من جميع الأطراف، لم يتم حتى نهاية العام الدراسي 2024–2025 تسوية التراخيص والاتفاقيات اللازمة لتشغيل الأنظمة الشمسية. وبالموازاة، فُتح تحقيق مع مدير الجمعية بخصوص تصاريح التركيب – وهو إجراء لم يُحسم بعد".
وأضافت الجمعية: "بناءً على التفاهمات مع المتبرع، تم اتخاذ قرار بتفكيك الأنظمة ونقلها للاستخدام في مشروع تربوي آخر في شمال البلاد. لقد كانت هذه خطوة قاسية بالنسبة لنا، لكنها ضرورية في هذه المرحلة. نأمل التوصل إلى حل قريب يتيح إعادة الأنظمة إلى الروضات، بل وتوسيع المشروع ليشمل مؤسسات إضافية".
وأكدت الجمعية أنها "ستواصل استخدام جميع الوسائل المتاحة لها – التربوية والقانونية والمجتمعية – لدفع حلول مستدامة تضمن توفير كهرباء لائقة في مؤسسات التعليم، وستستمر في نضالها من أجل وقف استخدام المولدات الكهربائية في جهاز التعليم، ضمن التماس قدّمته إلى المحكمة العليا بهذا الخصوص".
وقال رائد أبو القيعان، عضو إدارة وأحد مؤسسي جمعية "شمسُنا": "لقد بذلنا جهودًا كبيرة مع لجنة التخطيط أبو بسمة من أجل الحصول على التراخيص اللازمة، إلى جانب الجهود التي بذلها ولا يزال يبذلها المجلس الإقليمي القيصوم، ولكن للأسف الشديد، المؤسسات الرسمية عرقلت قضية التراخيص لأسباب بيروقراطية. نأمل أن تُحل هذه المعضلة في القريب العاجل، لإتاحة الفرصة للجمعية بإقامة أنظمة شمسية نظيفة لمصلحة أطفالنا، خاصة في القرى غير المعترف بها أو تلك المعترف بها، نظرًا لأهمية هذه المشاريع في تحقيق طاقة مستدامة نؤمن بها، والتي قد تُوفر أيضًا على السلطات والمؤسسات الجماهيرية في الجنوب".
وأشار رئيس المجلس الإقليمي القيصوم، جبر أبو كف، إلى أهمية أن تتلقى الأنظمة الشمسية التراخيص الملائمة، وإلى الجهود التي بذلها المجلس من أجل ذلك، مؤكدًا استمرار الجهود المبذولة في هذا المجال، ليتسنى توصيل جميع المؤسسات التربوية، بما في ذلك الموجودة في القرى غير المعترف بها، بشبكة الكهرباء.