وتحل يوم الثلاثاء ذكرى مرور 70 عاما على افتتاح القصر رسميا في عام 1955 عندما كانت بولندا جزءا من الكتلة الشرقية الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفيتي. وأمر ستالين بتشييد هذا القصر باعتباره رمزا للهيمنة السوفيتية، وحمل اسمه في البداية.
قالت دوروتا زمرزلاك عضو مجلس إدارة القصر "إذا وضعت قصرا كبيرا، كان بمثابة ناطحة سحاب في ذلك الوقت، في وسط مدينة على أن يتسنى رؤيته من على بعد 30 كيلومترا، فهذا دليل على القوة". وأضافت أن الشبان لم يعودوا يرونه كذلك.
وبعد نهاية الحكم الشيوعي في بولندا في عام 1989، جرى إزالة عدد من المعالم الأثرية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية وتغيير أسماء شوارع.
ولا يزال القصر قابعا في مكانه على الرغم من دعوة السياسي البارز رادوسلاف سيكورسكي، الذي يشغل الآن منصب وزير خارجية بولندا، لهدمه في عام 2007.
استُخدم القصر مكانا لإقامة الحفلات الموسيقية واستضاف فعاليات سياسية ومعارض وعروض أزياء، وغنى فيه أندريا بوتشيلي وخوسيه كاريراس. وعندما قدمت فرقة رولينج ستونز عرضا به في عام 1967، أي قبل انتهاء الحكم الشيوعي بفترة طويلة، اندلعت أعمال شغب.
انتقل زيجمونت كوفالسكي (89 عاما)، وهو عامل متقاعد في السكك الحديدية، إلى وارسو بعد شهر من افتتاح القصر وكان ينزل مع ابنته في مسبح القصر ويشاهد أفلاما وعروضا موسيقية هناك. وقال "كان القصر ملاذا بالنسبة لي إذ كنت أجد مكانا يمكنني الذهاب إليه".
وأضاف "يمكن هدم كل شيء لكن دعوا هذا القصر للأجيال المقبلة باعتباره دليلا على ما كان في الماضي... سيكون لدى أجيال المستقبل دليل على أن الشيوعية كانت هنا".
لا يزال القصر يضم أربعة مسارح ودار عرض سينمائية كبرى ومتاحف ويستضيف معارض في حين يجري تجديد قاعة الحفلات الموسيقية.
لا يركز بعض سكان وارسو الأصغر سنا على تاريخ القصر السياسي بقدر تركيزهم على مكانته كأحد معالم وارسو.
قال كارول لوس، وهو طالب يبلغ من العمر 23 عاما، إن القصر المحاط الآن بناطحات سحاب حديثة لا يمكن فصله عن هوية المدينة. وأضاف "بالنسبة لي، هذا أحد رموز وارسو. أعتقد أن الشبان يرونه بشكل مختلف تماما عن الجيل الأكبر سنا".
وعبر المهندس المعماري الأوكراني فاليري شتشيرباك (32 عاما) عن إعجابه بالتفاصيل المعمارية للقصر وأشار إلى أهميته كمقصد للسائحين.
وقال "هذا هو التاريخ وعلينا احترامه"، موضحا أن عددا من مباني الحقبة السوفيتية في أوكرانيا قد دُمرت. وأضاف "ما حدث في الماضي يجب الاحتفاظ به للتاريخ، وليس تدميره".
Photo by SERGEI GAPON/AFP via Getty Images