السُمنة ليست شكلاً خارجيًا فقط بل مرض مُزمِن - اليكم معطيات مقلقة
جميعنا نعرف على الأقلّ شخصًا واحدًا يعاني من السُمنة — أحد أفراد العائلة، صديق أو زميل في العمل. ولكن، هل تعلمون مدى انتشار هذه الظاهرة؟
السُمنة ليست شكلاً خارجيًا فقط بل مرض مُزمِن - اليكم معطيات مقلقة
هل تعلمون أن حوالي 27% من السكان البالغين في إسرائيل يُعرّفون كمصابين بالسُمنة (مؤشر كتلة الجسم BMI فوق 30) أي ما يُقارب 1.6 مليون شخص؟ في الواقع، ما يقارب 60% من البالغين بين سنّ 20 و64 يعانون من زيادة في زيادة الوزن أو السُمنة. وفقًا لمؤشّرات الجودة في الطب لعام 2022، فإن 26.5% من النساء و23.2% من الرجال في هذه الفئة العمرية يعانون من السمنة، وهي ظاهرة آخذة بالتصاعد منذ عام 2019، وتُقدّر تكلفتها الاقتصادية بحوالي 55 مليار شيكل سنويًا.
السبب الخامس للوفاة عالميًا
السُمنة ليست مجرد قضية جمالية أو وزن زائد. ووفقًا لبيانات أنظمة الصحة في البلاد والعالم، فإن السُمنة وزيادة الوزن تشكّلان السبب الخامس للوفاة عالميًا، وتُعدّ عامل خطر رئيسي للإعاقة المُزمنة الخطيرة. إنّها مرض مزمن ومعقّد، ناتج عن آليات فسيولوجية وجينية وبيئية – وليس نتيجة لفشل سلوكي. حوالي 70% من المصابين بالسمنة يعانون كذلك من أمراض أيضية إضافية مثل السكّري، ارتفاع ضغط الدم أو فرط الدهون في الدم.
المخاطر الصحية جسيمة للغاية: خطر الإصابة بالربو يزداد بعشرات النسب المئوية، وخطر الإصابة بالسكري يتضاعف مرات عدة، كما يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم والسرطان بشكل حاد. كذلك يتأثر متوسّط العمر المتوقع – فالشخص الذي لديه BMI مرتفع (35 فما فوق) يعيش في المتوسط نحو 10 سنوات أقل. حتى من يعاني من زيادة وزن معتدلة (BMI 30–35) يعيش في المتوسط 2–4 سنوات أقل، وأولئك الذين لديهم BMI بمقدار 27 ويعانون من مرض مرافق معرّضون أيضًا لمخاطر صحّية خطيرة.
يموت في إسرائيل سنويًا نحو 4,000 شخص بسبب السُمنة. وعلى الرغم من المحاولات المتكررة عبر الحميات الغذائية، فإن حوالي 10% فقط ممن نجحوا في خفض 5% من وزنهم يتمكنون من الحفاظ على النتيجة لمدة عام. الشخص الذي يعاني من السمنة يحاول في المتوسط نحو 6 حميات غذائية خلال حياته، ويستغرق الأمر حوالي 9 سنوات حتى يتوجّه للحصول على مساعدة طبية.
تصنيف السُمنة كمرض مزمن
تأثير السُمنة على متوسط العمر يماثل تأثير تدخين التبغ. وقد تم تصنيف السُمنة كمرض مزمن من قبل منظمة الصحة العالمية، لذا فإن العلاج يجب أن يُدار كما في الأمراض المزمنة – علاج شامل يدمج، في بعض الحالات، بين الأدوية والحفاظ على نظام غذائي ونمط حياة صحّي. هناك مجموعة من وسائل العلاج المتاحة، مثل الأدوية الحديثة من عائلة GLP-1، والنظام الغذائي السليم، بالإضافة إلى العمليات الجراحية الباريترية وغيرها.
خلال العقد الأخير فقط، حدثت زيادة بنسبة 1233% في عدد الإسرائيليين الذين يتلقّون بانتظام أدوية لعلاج والوقاية من السمنة؛ ففي عام 2014 استخدم هذه الأدوية نحو 15 ألف شخص، وبعد عشر سنوات تجاوز العدد 200 ألف – أي 13 ضعفًا. وكلما طالت مدة معاناة الشخص من السُمنة، ارتفعت احتمالية الإصابة بأمراض القلب وأمراض مرافقة أخرى.
الأدوية الحديثة تُحاكي عمل هرمون الجوع، وتساعد على تقليل الشهية، إبطاء عملية الهضم، ومنح شعور بالشبع لفترة طويلة.
إلى جانب كبح الشهية ومنح الشعور بالشبع المطوّل، تتمتّع هذه الأدوية بتأثير متعدّد الأبعاد. هناك دراسات تُظهر أن الأدوية المعتمدة على GLP-1 تساعد ليس فقط على إنقاص الوزن، بل أيضًا على موازنة مستويات السكر في الدم، خفض مستويات الدهون الخطيرة، وخفض ضغط الدم. وتشير أبحاث حديثة إلى أنّ استخدام هذه الأدوية قد يُقلّل من خطر النوبات القلبية، السكتات الدماغية، وأمراض مُزمنة أخرى، مما يجعلها أكثر من مجرّد أداة للتنحيف – وإنّما علاج شامل يعزّز الصحة الأيضية العامة.
هذه المعطيات المُقلقة حول انتشار داء السّمنة تدعونا جميعًا لتعميق الوعي وإظهار التعاطف تجاه من يعانون من المرض، إلى جانب أهمية التدخل المبكر والعلاج متعدد التخصّصات.
تصوير earthphotostock-shutterstock
من هنا وهناك
-
علاجات غير جراحية لتخفيف الألم واستعادة العافية والصحة
-
لا حاجة بعد اليوم لـ ‘الكرت الأصفر‘: اطلاق بطاقة التطعيمات الديجتالية لأول مرة في البلاد
-
تعرفوا على الفوائد الصحية للشوكولاتة
-
هل هناك فوائد للمياه الغازية على الريق؟ إليكِ ما كشفه الاختصاصيون
-
أطعمة تسرّع التعافي من حروق الشمس وتخفف من الأعراض بسرعة
-
أضرار السكر الأبيض لا تُحصى فقد حان الوقت للتوقف عن استهلاكه
-
تمارين الصباح أم المساء: ما الأفضل لجسمكِ وماذا يقول العلم؟
-
نصائح لنوم مريح خلال فصل الصيف
-
(ممول) كعكة البسكويت مع كريمة الماسكاربوني وجناش الشوكولاتة البيضاء
-
ما هو الرجيم المضاد للالتهابات وكيف يختلف عن باقي أنواع الرجيم؟ اختصاصية تجيب
أرسل خبرا