من تفشي الجريمة إلى هدم البيوت.. الشارع العربي يرى في الوحدة مخرجًا وحيدًا: ‘المانع ليس الفكر ولا الأيديولوجيا بل الأنا‘
في ظل تصاعد الدعوات في الشارع العربي لإعادة توحيد الأحزاب العربية تحت مظلة قائمة مشتركة واحدة، يعود ملف الوحدة ليحتل الواجهة من جديد، وسط شعور متزايد بالإحباط من حالة الانقسام التي يرى كثيرون أنها أضعفت التمثيل السياسي العربي وأهدرت الفرص.
أهال من بلدات عربية في الجليل يتحدثون عن إمكانية بناء القائمة المشتركة بمركباتها الأربعة من جديد
ويقول مواطنون لموقع بانيت وقناة هلا، أن لا خلافات جوهرية تمنع لمّ الشمل، بل إن العقبة الأبرز تكمن في تغليب بعض القيادات لمصالحها الشخصية والاعتبارات الفردية على حساب المصلحة العامة. ويشير كثير من المواطنين إلى أن التحديات التي تواجه المجتمع العربي – وعلى رأسها تفشي الجريمة والعنف وأزمة البناء والمسكن، والتهميش في قضايا التخطيط والخدمات – تجعل من الوحدة السياسية ضرورة ملحّة، لا خيارًا يمكن تجاهله.
عدسة "قناة هلا" جابت عدداً من البلدات العربية، واستطلعت آراء المواطنين حول فرص إعادة الوحدة، كما فتحت لهم المجال لتوجيه رسائلهم مباشرة إلى قيادات الأحزاب، على أمل أن تصل كلمتهم من القاعدة إلى القمة.
"نحن لسنا على الخارطة، ولا أحد يحسب لنا حسابًا"
يقول صبحي سرحان في مستهل حديثه لموقع بانيت وقناة هلا: "طبعًا يمكن إعادة بناء المشتركة، لأن هذا هو الواقع الذي نحن موجودون فيه، ومفروض على العرب أن يتوحدوا كما توحدت دول أخرى مثل أوروبا، أميركا، والهند. نحن 2 مليون عربي في إسرائيل، ألا يمكننا أن نتوحد؟ هذا شيء عيب".
وأضاف: "يجب أن يتوحدوا ويتعالوا عن كل الأفكار الشخصية وحب الظهور والبروز أمام المجتمع. يجب أن تكون القائمة الموحدة من جميع الأطراف، وتخدم جميع الأمة العربية وكل الإنسانية". وتابع: "يجب توحيد الأحزاب العربية، لأننا رأينا ما جرى نتيجة عدم الوحدة. نحن لسنا على الخارطة، ولا أحد يحسب لنا حسابًا. اما بالنسبة لمنتخبي الجمهور، إذا كانت القائمة موحدة ستكون نسبة التصويت أكثر من سبعين بالمئة، أما إذا لم يتوحدوا فستصل إلى أقل من أربعين بالمئة". واختتم: "يجب على الشعب العربي، وعلى كل المواطنين العرب في هذه المرحلة، أن يتوحدوا ليعود لهم وجودهم".
"المانع ليس الفكر ولا الإيديولوجيا.. بل الأنا"
من جانبها، قالت رشا إسماعيل: "حسب رأيي، نعم ممكن أن نعيد بناء المشتركة. الناس لا زالت تؤمن بقيمة الوحدة، والشارع العربي متعطش لتمثيل سياسي محترم وفعّال. يجب أن تكون هناك نية حقيقية وقرار شجاع لبناء القائمة المشتركة، وهذا ليس حلمًا بل ضرورة".
وأضافت: "المانع ليس الفكر ولا الإيديولوجيا، فالاختلاف موجود من البداية، وحتى مع وجود الموحدة كان هناك ائتلاف. المانع الحقيقي هو الأنا، المصالح الشخصية، والحسابات الانتخابية. التباين الفكري ليس مبررا، لأن الناس تريد نتائج، لا نقاشات فقط".
وأكدت أن "التفرقة تقتل الأمل وتُفقد الناس ثقتها بالأحزاب السياسية. التوحيد لا يعني فقط زيادة المقاعد، بل هو استعادة لقيمة صوت الناس، وأن هناك من يمثلها". وتابعت: "هناك امر غير واضح، ويجب أن يُبنى شيء حقيقي لترميم العلاقة مع الناس. الشارع ما عاد عنده صبر للكلام، بل يريد فعلًا. يكفي مضيعة للوقت، يكفي خيبات أمل، نريد أن نعيش بكرامة، وإذا كانوا على غير قدر بهذه المسؤولية، فليفتحوا الطريق لغيرهم". واختتمت بالقول: "السياسة مش منصة ومش شهرة، بل واجب تجاه الشعب".
"الاختلاف في الرأي هو ما يعيق تقدم أي خطوة"
بدورها، قالت سامية جمعة: "هذا الأمر يعود إلى عزيمة الأشخاص المعنيين الذين يعملون على هذا الموضوع. إذا وُجد رأي واحد ويدٌ واحدة داخل الحزب، وتم التوصّل إلى قرارات ترضي جميع الأطراف، يكون أملنا كبيرًا في استمرار الوحدة".
وأضافت: "الاختلاف في الرأي هو ما يعيق تقدم أي خطوة، ولكن إذا تحققت الوحدة ووصلنا إلى رؤية مشتركة ترضي الجميع، فإن ذلك سيسهم في بناء حياة مستقرة في ظل الأوضاع الراهنة". واختتمت بالقول: "آمل التقدّم والنجاح لصالح المواطنين، والبلاد، والشعب بأسره".
"الخلاف الحقيقي هو خلاف على الكراسي والأماكن"
من ناحيته، قال إبراهيم خلايلة: "نعم، هذا ممكن. القرار هو قرار سياسي، فإذا كانت هناك إرادة سياسية ورؤية صحيحة، فهذا يوجب إقامة قائمة واحدة مشتركة. لم يُقنعونا بأن الخلاف أيديولوجي؛ صحيح أنه كانت هناك نقاط اختلاف مع بعض القوائم بشأن الدخول إلى الحكومة، لكن الخلاف الحقيقي هو خلاف على الكراسي والأماكن". وأضاف: "من الممكن تشكيل قائمة مشتركة، مع بقاء كل حزب يعمل بشكل منفرد، ولكن في الانتخابات يخوضونها ضمن قائمة واحدة موحدة".
وأوضح خلايلة: "نحن نعيش حالة مركبة، فهناك من يؤمن بعدم المشاركة في المنظومة السياسية داخل الكنيست، ولكن في ظل هذه الظروف والتدهور القائم، نعم، يجب إعادة بناء القائمة المشتركة لوقف تمدد اليمين المتطرف، وتوجيه صفعة سياسية له وإبعاده عن التأثير السياسي".
وتابع: "أعتقد أن الانتخابات المقبلة ستشهد اصغاء كاملًا وشاملًا من قبل الناس". واختتم قائلًا: "أنا كنت من المقاطعين للانتخابات، لكن إذا جرت انتخابات وكان هناك قائمة مشتركة، فقط حينها سأصوّت، وهذا ينطبق على كثيرين غيري".
"يجب إعادة بناء المشتركة انطلاقًا من مبدأين"
وأدلى صلاح مصطفى ذيب بدلوه قائلًا: "يجب إعادة بناء المشتركة انطلاقًا من مبدأين؛ الأول أن في الوحدة قوة، والثاني أننا نملك تجربة من الدورات السابقة". ومضى قائلًا: "بشكل عام، لم أكن مع ما جرى. الـ"إيجو" (الأنانية) كانت السبب الأبرز للخلاف، خاصة ما يتعلق بترتيب المرشحين، وكان هذا أحد أسباب عدم توحيد القائمة المشتركة. اليوم، يجب توحيد الأحزاب العربية لسبب جوهري، وهو أن الأيديولوجيا تعود لكل مرشح، لكن في ظل الظروف الحالية التي يعاني منها مجتمعنا العربي، نحن بحاجة إلى التوحد كي نتمكن من مواجهة قضايا خطيرة مثل العنف والجريمة، توسيع المسطحات، إنشاء مناطق صناعية، ووقف سياسة هدم البيوت".
وأضاف: "من المفترض أن يصغي منتخبو الجمهور إلى صوت الشارع العربي، لأنه اليوم يريد أن يرى بطاقة واحدة في الانتخابات، ويريد أن يرى قوة حقيقية تستطيع أن تتعاون وتحصل على حقوق ومستحقات المجتمع العربي". واختتم قائلًا: "أطلب من أعضاء الكنيست الحاليين ومن الأحزاب السياسية أن يجلسوا معًا من الآن، ويسدوا الثغرات التي بينهم. يجب التوصل إلى حل مناسب للجميع، وأدعوهم لوقف المناكفات، لأن ما يقومون به يخلق خلافًا وضغطًا لا يريده المجتمع العربي، بل يريد قائمة تعمل فعليًا لمصلحة الناس".
"لا توجد عوائق جوهرية تعيق بناء قائمة مشتركة"
وقال سهيل كيوان: "لا توجد عوائق جوهرية تعيق بناء قائمة مشتركة، فهذا هو الأمر الطبيعي والبديهي. ليست هناك خلافات جوهرية، إنما خلافات تقنية لا أكثر. لا شك أن هناك فروقات أيديولوجية وفكرية بين مكوّنات الأحزاب العربية، لكن – برأيي – يجب النظر إلى الخطّ العريض، إلى ما يجمعنا لا إلى ما يفرّقنا، خاصة في ظل الظروف القاسية التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة، والضفة، والداخل".
وأضاف: "القائمة المشتركة ستمنح شعورًا بالوحدة والتكامل، بينما خوض الانتخابات بصورة متفرقة سيؤدي إلى صراعات على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يضعف المعنويات. يمكن للمشتركة أن تحقق مجتمعة ما لا تستطيع الأحزاب تحقيقه وهي متفرقة". واختتم قائلًا: "على منتخَبي الجمهور أن يفعلوا كل ما في وسعهم، وألا يسمحوا للأنانيات الحزبية والفردية بأن تقف في طريقهم، لأن هناك مصلحة شعب بأكمله، هذا الشعب يريد ويطالب بقائمة مشتركة تخوض الانتخابات باسمه".
من هنا وهناك
-
الشرطة تحقق في ملابسات اصابة شخصين جراء انفجار قنبلة في بيت شيمش
-
جديد في موقع بانيت تابعوا الأخبار العاجلة عبر قناة بانيت على واتساب - اضغطوا هنا
-
وزارة الصحّة تُحذر الجمهور من السباحة في شاطئ ‘لبنان‘ في طبريا حتى اشعار آخر
-
اتهام شابيْن من الرينة باطلاق النار على محليْن تجارييْن في الناصرة
-
بعد معاناة وانتظار طويل.. بلدية الناصرة تستكمل دفع الرواتب المتأخرة لموظفيها
-
بالتزامن مع انعقاد جلسة ‘الكابينيت‘ للمصادقة على احتلال قطاع غزة: عائلات المختطفين تدعو الجمهور الإسرائيلي للتظاهر والخروج للشوارع
-
مصرع سائق دراجة نارية بحادث على شارع 4 في منطقة المركز
-
بعد 3 أيام من الصراع على حياتها اثر اختناقها أثناء تناول الطعام: إقرار وفاة الطفلة سيليا خلايلة من سخنين
-
اعتقال شاب من طبريا نشر فيديو اعترف فيه باغتصاب عدد من النساء
-
مشاركون بحفل اختتام دورة الكتابة الابداعية في مجد الكروم يتحدثون لقناة هلا
أرسل خبرا